من العيب قول المرء بشيء لا يفعله, فقد وجدت من يقول كلام ولا يتحلى به
فتجده يعقد المحضرات وندوات وهو لا يطبق مما قاله شيء فيكتفي إن يكون منظر
فقط ( كلامنجي بتاع كلام.... بالمصري), فأحيانا يدعو على الأخلاق الحميدة
وهو غير حميد في أفعاله فهذا انتقاص في حق الأخلاق الحميدة لكن ما يدعو له
شيء جميل فقد اخذ حسنة الدعوة للأخلاق الحميدة وسيئة الفعل المعاكس لها,
فكثير من المنظرين يتقاضون أموال طائلة تصل للملايين من الدولارات ويسحر
قلوب المستمع والمشاهد بأسلوبه الأخاذ ولكن المصيبة إذا كان المنظر جاهل
ينشر مع تلك الأخلاق الحميدة أفكار جهل و أمور خاطئة, فهنا تكمن الجريمة
لما يدعي بصحتها وحقيقتها المطلقة وللأسف تترسخ تلك الجاهلات في عقول
البسطاء من الناس وهم شريحة العظماء من المتلقين فيصبح تصادم أو تصادمات
بين الإطراف الأخرى التي لا تعتقد بنظرية المنتشرة بين الشريحة الكبرى,
فأتذكر قول الله تعالى(﴿ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ
بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ
كَرِهَ الْكَافِرُونَ {32} هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى
وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُشْرِكُونَ {33}﴾. [ التوبة]. فأنا لا أريد إن أسوق لآيات الله في
موضوعي لكن أرت إخراج ما يمكن إخراجه فهم أيضا يسوقون لذلك بصورة قوية
للعيان مدعين أنهم يملكون الحقيقة وأنا أقول لا احد يملك الحقيقة و أنا
أيضا لا املك الحقيقة, فقد أشار لي زميل بوضع أسماء من تعتقد أنهم يقولون
ما لا يفعلون فقلت للزميل لا هذا خطأ فيجب للعقول إدراك ما يقول وتحليل
الأفعال وتطبيقها بما يقولون قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لم تقولون
مالا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون.