إلى ضفاف بغداد

موضوع: إلى ضفاف بغداد الأحد مايو 11, 2008 4:24 pm

السلام عليكم

هذه القصيدة اعجبتني فنقلتها لكم

أغمضت عيني لعل النوم يقتربُ * * * فلاح طيفك يا بغداد ينتحبُ

فقلت للطيف لما جاء يطلبني * * * أَشِحْ بوجهك فالأضلاع تلتهبُ

دعني أقلب كفي حينما خسرت * * * رهانها يوم أَنْ أعداءها كسبوا

دعني أؤنب نفسي أو أعاتبها * * * فكم تداولها الأحزان والنَّصَبُ

دعني أنام فلا أدري الذي فعلت * * * مواكب الذل تحت بيتها الخربُ

دعني أُغمِّضُ عن أهوال معركة * * * سيصطلي نارها مَنْ قبلُ قد طربوا

عشر مضين وأحفان ملفعة * * * عن الحيايا وفي أنيابها العطبُ

ياطيف كيف بحق الله تطلبني * * * مثلي ومثلك مكلوم ومُغْتَصَبُ

أتيت توقد بي نيران قافيةٍ * * * فجاء نَوحٌ بها قد ساقه الغضبُ

أثرت شعراً وقد ماتت بواعثه * * * يكاد من لوعة الهجران يغتربُ

نكأت جرحاً وهذا القيح أدْمعُهُ * * * تحكي لنا من لهيب الحقد ماكتبوا

ياطيف قل لي ونار الحرب مضرمةٌ * * * ماحال بغداد إذْ ما خانها العربُ ؟!

رفات هارون هل ياطيف قد علمت * * * بالروم ياطيف والأروام تقتربُ

هل هزت الأرض أو من تحتها انتفضت * * * كل النصائب أم شُقَّتْ لها الحُجُبُ

هارون سحائب العز قد انصرفت * * * يديرها مَنْ لـ (أمريكا) قد انتسبوا

بغداد يادوحة الأحرار مافعلت * * * بك الأعادي وما هذا الذي ارتكبوا ؟!

ماذا أرادوا بتاريخ له قرأت * * * عيونهمْ غير حقد جاء يصطخبُ

جاء الصليب ليثني رمز مفخرةٍ * * * لكل شبل إلى الإسلام ينتسبُ

بغداد أسطورة للمجد أحرفها * * * بيضاء موروثة أهلي لها كتبوا

ذكرتها ولهيب الوجد يحرقني * * * فكيف بغداد والنيران والشهبُ؟!

أغمضت جفني فلاحت لي بمنظرها * * * بعد المعالي تعاني مَسَّها السَّغَبُ

ظمآنة ومياه النهر تعبرها * * * مكلومة واعتراها الهمُّ والنَّصَبُ

والليل يجثم والأرجاء صاخبةٌ * * * والشمس تطلع والأجواء تضطربُ

تاهت معالم بغداد التي عُرِفَتْ * * * وأعين الناس حيرى مَسَّها التَعَّبُ

أيامها أنبأت عن هول فاجعة * * * والناس من حولها بالصمت تَحْتَجِبُ

تلقي عليها من الأحقاد قاذفةٌ * * * ترمي عليها حمام الموت تلتهبُ

الشمس غابت عليها وهي وادعة * * * وأشرقت شمسها والدار تُنْتهَبُ

أسائلُ الطيف عنها عن مرابعها * * * عن المقاهي وأين الفن والأدبُ ؟!

عن المدارس خرساء وصامتةٌ * * * عن المكاتب فيها تحرق الكُتبُ

عن المساجد هل رَجْع الأذان خبا * * * إذ هاجمتها شعوب مالها نسبُ ؟

جاءوا إليها وكُره الدين يجمعهم * * * تلبسوا الصدق لكنهم كلهم كَذَبوا

فأوقدوا النار أذكاها لهم جَشَعٌ * * * فسوف يلقى لهيب الثأر مغتَصِبُ

وتدعي الصدق لكن قولها كذبٌ : * * * بأنَّ أقربَ قوم عندها العربُ

لذاك جاءت بنار الحب تحرقهم * * * هذي الصواريخ هدّت كل ما كسبوا

تبيتُ بغداد أطلالٌ ممزقةٌ * * * قد أثقلتها جراحٌ مالها سببُ

يا لهفَ نفسي مشافيها معطلة * * * ماعاد فيها دواءٌ نالها العطبُ

لهفي عليها وقد هُدَّتْ جوامعها * * * آه أزقتها يعثوا بها اللهبُ

لهفي على أمتي بالذل راقدةٌ * * * لهفي على يعرب ما مسهم غضبُ

لهفي عليهم و"أمريكا" تقرّعهم * * * إذا هُمُ مرة عن أمرها احتجبوا

لا لا تلمني إذا فاض القريض فما * * * أنشأت قافيةً يصفو بها الطربُ

لكن جرحيَ هذا لا انطفاء له * * * فَرَنَّ في أذني من طيفه العتبُ

وجدت طيفك يابغداد يكتبني * * * حرفاً أبياً لأجل الحق يُحتَسبُ

فكيف أكتم يابغداد عاطفتي * * * فيك ألباةُ وفيك الشمُ ماذهبوا

فأنك الأرض في تاريخها احتضنت * * * من غاث جاريةً مِن أجلها يثبُ

بغداد يادار تاريخٍ لمملكة * * * تبقى وأن مرت الأزمان والحِقَبُ

عليك مني سلام الله مابقيت * * * مآذنٌ زُينت بالذكر تنتصبُ

إلى ضفافك قد أرسلت قافيةً * * * ما صاغها حينما أنشدتها الطربُ

لكنما ذهبت تحكي مواجعنا * * * وتوصل القول حياً ثم تقتضبُ

فلا تلومي إذا ما فاتها أرب * * * فليس من بعد بغدادٍ لنا أرب

راااااااااائعة يا سلسبيل

بجد رائعة والي كاتبة عندو احساس بالوطنية بحق

وابدي اعجابي الشديد بتوقيعك

الفريد

تحياتي يا اخي العزيز

شكرا اخي المدير

كل الفضل يرجع لكم

و شكرا على مرورك

فعلا كلمات رائعة
مشكور سلسبيل

اختك مها