salah عضو فعال
عدد الرسائل : 103 العمر : 40 اعلام ال : تاريخ التسجيل : 26/04/2008
| موضوع: أغرب قصيدة لأغرب شاعر الأحد مايو 04, 2008 8:20 am | |
| أغرب قصيدة لأغرب شاعر نعم شاعرنا هذا غريب بل إنه جعل الغربة عنوانا له غريب عن العارفين بالأدب فلم يعرف من سيرته إلا اسمه وحتى ماعرفوه عن فقره وعن كونه من محلة الكرخ ببغداد وعن أنه كان متزوجاً كل هذا استنبطوه من قصيدته هذه التي نحن بصدد الحديث عنها وهو غريب في شعره فلايعرف من شعره إلا هذه القصيدة ولم يرو الناس له بيتاٌ واحداً غيرها بل والأغرب من ذلك هو كيف يقول هذه القصيدة المتناهية في الروعة والتي فاقت في مستواها وتأثيرها قصائد عظماء الشعراء كيف يقولها شخص لم يشتهر بالشعر . وبالإضافة إلى كل هذه الغرائب فإن شاعرنا كما تحكي قصته أجبره فقره على التغرب عن وطنه والبعد عن زوجته الفائقة الجمال والرحلة في طلب الرزق من بغداد إلى الأندلس وهذه غريبة تضاف إلى غرائب هذه القصة فبغداد مدينة غنية وكانت في جميع عصورها مهوى لأفئدة طالبي العمل فماالذي يدفع أحد أهلها للبحث عن الرزق في بلد غيرها ؟! وأين؟! في الأندلس! ولكثرة الغرائب في قصة القصيدة والشاعر أضافوا الناس لها أم الغرائب وقالوا أن هذه القصيدة ليست من شعر شاعرنا هذا ولكنها من شعر الجن قالوها وهم يعايشون قصته المؤلمة وكتبوها ثم وضعوها في رقعة تحت رأسه. شاعرنا أحبائي هو أبو الحسن علي (أبو عبد الله) بن زريق الكاتب البغدادي. انتقل إلى الأندلس وقيل إنه توفي فيها. وقد عرف ابن زريق بقصيدته المشهورة ( لا تعذليه فإن العذل يولعه ) والتي يقال أنه تزوج بابنة عمه وكان قليل المال فرحل في طلب الرزق ومات ووجدت له هذه القصيدة التي تعد من عيون الشعر العربي
(لاتعذليه فإن العذل يولعه)
| لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ
| جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداً أَضَرَّبِهِ مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ
| فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ
| قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ المَهرِ أَضلُعُهُ
| يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ
| ما آبَ مِن سَفَرٍ إلا وَأَزعَجَهُ رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ
| كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ
| إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ
| تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ
| وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ
| قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ
| لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ
| وَالحِرصُ في الأرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت بَغِيُ أَلا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ
| وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ
| عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ
| وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ اشكر كل الاعضاء
|
| |
|
maha مشرفة
عدد الرسائل : 1414 العمر : 38 اعلام ال : تاريخ التسجيل : 01/03/2008
| موضوع: رد: أغرب قصيدة لأغرب شاعر الأحد مايو 04, 2008 11:37 am | |
| | |
|