ما أبشع هذا العالم الذي نعيش فيه!
الانسان يبيع ويشتري كل شيء. حلالا كان أم حراما ، لكن أفظع ما يتاجر فيه انسان اليوم. هو التجارة بالبشر وخاصة النساء والاطفال. فيما يسمي 'بالعبودية الجنسية'.
ملايين من الفتيات يتم اجبارهن علي العمل كخادمات، حيث يجري اغتصابهن وهتك عرضهن في البيوت. دون أن يدري أحد بهذا العذاب!
تجارة النساء الآن أصبحت تحتل المرتبة الثالثة بعد تجارة المخدرات والسلاح. وهناك عصابات دولية منظمة 'مافيا' تدير أسواق الرقيق الابيض عبر العالم.
هل تصدق ­ حسب تقارير منظمة اليونيسيف ­ أن المرأة أصبحت تباع الآن بخمسة آلاف يورو.. اما الفتاة العذراء فيتم بيعها بمبلغ 8 آلاف يورو!
منظمة اليونيسيف تقول أيضا أن تجارة الرقيق الابيض أصبحت في أوروبا 'الدجاجة السحرية' التي تبيض ذهبا، مما يتهدد مصير العائلات ووحدة الابناء ويؤثر بطريقة سلبية علي الطفولة في العالم. وتعتبر العاصمة اليوغوسيلافية 'بلجراد' ومنطقة زاندزاك المتاخمة لحدود كوسوفو والجبل الاسود هي الاماكن المركزية التي تستخدمها المافيا الدولية لتجميع النساء تمهيدا 'لشحنهن' إلي أوروبا الغربية، اما الطريق الرئيسية المعتمدة من قبل مافيا التهريب فتبدأ من البوسنة عبر مقدونيا وكوسوفو باتجاه أوروبا الغربية، حيث يجري اخفاء النساء والفتيات في المرابع الليلية وبيوت الدعارة السرية، أو في منازل خاصة تديرها المافيا ذاتها.
وأشار التقرير الي أن عدد النساء والفتيات اللواتي تنقلهن العصابات من شرقي أوروبا الي غربها يقدر بين نصف مليون و700 ألف امرأة سنويا ويرجح أن يكون هذا هو الرقم الادني نظرا الي سلوك عصابات التهريب طرقا لاتزال خفية حتي الآن. وبحسب التقرير فإن 35 في المائة فقط من عمليات التهريب يتم افشالها بينما تنجح العصابات حتي الآن بتمرير صفقاتها.
يؤكد مدير مكتب الامن والتعاون الاوروبي ستيفانو زانينو، أن عدد النساء موضوع التجارة هو أكثر بكثير من الرقم الذي يعتمده التقرير ويشير الي أن الرقم الحقيقي هو أعلي بكثير.
وتحمل رئيسة منظمة 'يونيسيف' ماري بلاك مسئولية ازدهار تجارة الرقيق الي حكومة بلجراد وتطالبها بتشديد العقوبات المتعلقة بهذا النوع من الجرائم، بينما أعلن مدير مكتب منظمة الامن والتعاون في أوروبا عن استعداد المنظمة لفتح وتمويل دورات تدريب لفريق من رجال الشرطة والمدعين العامين في أوروبا بهدف دراسة الوسائل الكفيلة بضرب هذا النوع من التجارة الخطيرة، الرقيق 'الاصفر والأسود'.
وليس الرقيق الاوروبي الابيض وحده الذي يجتاح أوروبا الغربية، فقد كشفت السنوات الخمس الماضية حضورا نسائيا آسيويا وأفريقيا، حضر لممارسة الدعارة السرية في أوروبا الغربية بطرق ملتوية وغير شرعية. ويشير تقرير دائرة مكافحة الجريمة في ألمانيا الي ازدهار تجارة الرقيق 'الاصفر والاسود' أي النساء الوافدات من دول شرق آسيا وافريقيا الي أوروبا، ويتم هذا النوع من التجارة عبر استغلال الشباب الاوروبي العاطل عن العمل عبر عقود زواج وهمية لقاء مبالغ مالية، غالبا ما تكون ضئيلة، تسمح بانتقال النساء الي اوروبا للاقامة والعمل في مجال الدعارة السرية. وتغص المرابع الليلية الاوروبية والملاهي وحتي أماكن ألعاب الميسر بالنساء الآسيويات اللواتي يعرضن أجسادهن للبيع من أجل اعالة العائلة الكبيرة في بلدانهم.
اما النساء الافريقيات فيقصدن أوروبا عن طريق مافيات التهريب التي تعتمد وسائل النقل بواسطة حشر الناس في المستوعبات التي تحملها سفن الشحن، وغالبا ما يؤدي هذا النوع من التهريب الي موت الناس اختناقا داخل المستوعب.
ويعتبر المغرب محطة رئيسية للمهربين الذين يستفيدون من مضيق جبل طارق لنقل الناس بالقوارب الي الشواطيء الاسبانية ومنها الي الداخل الاوروبي، كما باتت مطارات روسيا وأوكرانيا وتشيكيا، معبرا مهما للنساء الافريقيات اللواتي تنقلهن عصابات التهريب عبر الحدود البرية الي الداخل الاوروبي.
وتقدر دائرة مكافحة الجريمة في ألمانيا عند النساء اللواتي يدخلن أوروبا الغربية بثلاثمائة ألف امرأة سنويا، ما يعني أن أوروبا الغربية تستقبل سنويا ­ في حال اضافة عدد النساء من أوروبا الشرقية ­ نحو مليون امرأة يفدن من أقطار العالم للعمل في مجالات الدعارة السرية.
ويشار هنا الي مخاطر استقدام فتيات صغيرات العمر، لا يتجاوزن العاشرة من عمرهن لبيع أجسادهن الي بعض المهووسين من الرجال الاثرياء في أوروبا، وهذا النوع من التجارة هو الاخطر نظرا الي استغلال براءة الطفولة.
وفي اليونان يذكر أن ستين في المائة تقريبا من بائعات الهوي وفتيات الليل في اليونان من الاجنبيات، وغالبية هؤلاء السيدات والفتيات اللاتي يبلغ عددهن 200000 سيدة من المهاجرات غير الشرعيات بما في ذلك نحو ألف طفلة تتراوح أعمارهن بين 13 و 15 عاما، كما أن الدعارة قانونية في البلاد. ويؤكد أستاذ علم الاجتماع والجريمة بجامعة بانتيون بأثينا 'جريجوريس لازوس' أن غالبية السيدات والفتيات الاجنبيات واللواتي يتحولن الي 'عبيد جنس' يتم ارغامهن، عن طريق العنف في أحيان كثيرة، علي أمتهان البغاء.
ويقول أن هؤلاء النسوة يتم تجنيدهن خارج بلادهن عادة عن طريق الخداع والاحتيال، علي رغم شيوع حالات الاختطاف بل والبيع بواسطة الاصدقاء والاقارب. وتعتبر الوظيفة الشريفة التي تدر ربحا جيدا أو الزواج المفضل هي أكثر الشراك شيوعا!
وهؤلاء النسوة يتمكن من دخول اليونان بعد تزويدهن بوثائق مسروقة أو مزورة.، ويتسللن الي البلاد خلسة اما سيرا علي الاقدام عبر نقاط تفتيش من دون حراسة علي امتداد الحدود الشمالية أو يتم حشرهن بعيدا عن الانظار في مخابيء أعدت خصيصا لهذا الغرض علي متن شاحنات أو حافلات ركاب'.
وتعتبر اليونان واحدة من بين 19 دولة، من بينها أفغانستان وتركيا، ورد ذكرها في تقرير وزارة الخارجية الامريكية للعام 2001 لعدم قيامها بجهود كافية لوقف عمليات تهريب البشر.
ويؤكد تقرير لليونيسيف أن تجارة الرقيق العالمية تحقق 9 مليارات دولار سنويا وأن دول العالم الغنية تشهد موجة متصاعدة من الاتجار بالبشر معظمهم من النساء والفتيات اللاتي يجبرن علي ممارسة الدعارة. وبقدر ما يبدو أن الدول الغنية مسئولة عن ترك الامور تجري كما تشاء عصابات الاتجار بالبشر فان المأساة الانسانية عند أولئك الضحايا تكبر اكثر ويكفي الذكر أن ازدهار تجارة الرقيق في أوروبا أن بلدانها تستقبل سنويا ما لا يقل عن مليون أنثي يقدمن من أقطار العالم للعمل في مجالات الدعارة السرية ومن ضمن ما يتم الايقاع بهن وهن في عمر لا يتجاوز بعد ال 10 سنوات.
اما في الولايات المتحدة قالت وزيرة العمل الامريكية 'ايلين تشاو' عن تجارة الرقيق الابيض في أمريكا الشمالية: 'انه اذا احتسبت أرقام النخاسة ضمن حدود البلدان فان المجموع قد يصل الي ما بين مليونين و 4 ملايين انسان وقالت الوزيرة: ان الولايات المتحدة انفقت ما يربو علي 125 مليون دولار علي الجهود الدولية لمكافحة هذه التجارة.
بينما قال 'كولين باول' وزير الخارجية الامريكي السابق 'أن قضية الاتجار في البشر بانها هجوم مروع علي كرامة الرجال والنساء والاطفال في مختلف انحاء العالم' ولاحظ ان 50 ألف شخص يدخلون الولايات المتحدة سنويا عن عمليات الاتجار هذه'.
وتقول مصادر وزارة الخارجية الامريكية انه بما يصل عدد الرجال والنساء والاطفال من جري بيعهم وشراؤهم ونقلهم علي الضد من ارادتهم في مختلف انحاء العالم خلال سنة 2001م لوحدها حوالي 4 ملايين فتي وفتاة ان افغانستان والسودان يتصدران قائمة أسوأ الدول التي تعتبر مصدرا للاشخاص الذين يسعون الي حياة أفضل في دول أخري والذين ينتهي بهم المطاف الي العمل كعبيد في تجارة الجنس أو البغاء أو التسول أو عمال بأجور متدنية.
وأشار تقرير نشر أخيرا ان حجم ظاهرة المتاجرة بالنساء في اسرائيل والمسماة 'الرق الحديث' أدت الي احتلال اسرائيل مكانا متقدما جدا في القائمة السوداء للدول التي تتعاطي تجارة النساء فقد اعترف وزير القضاء الصهيوني المقال 'يوسف لبيد' أن لدي الوزارة معلومات تؤكد أن تجار النساء في اسرائيل يعملون علي تصدير فتيات الي الخارج لتشغيلهن عاهرات.
وقال لبيد في بيان اصدره بمناسبة اليوم السنوي لمكافحة الاتجار بالبشر: ان المعطيات المتوافرة لدي الوزارة تشير الي وجود 2000 الي 3000 امرأة يعملن في البغاء في اسرائيل تم تهريب غالبيتهن من دول رابطة الشعوب 'الاتحاد السوفيتي سابقا'.
يسعي تجار النساء في اسرائيل الي تصدير العاهرات الي الخارج مستخدمين الحيل والخدع علي أشكالها لاقناع الفتيات بالسفر، مثل وعدهن بدخول مالية كبيرة، تأمين سفرهن ذهابا وايابا والقيام بكل الاجراءات لضمان انتقالهن من بلد الي آخر.
وقال لبيد: ان غالبية النساء اللواتي يقعن فريسة لظاهرة الاتجار بالنساء لاغراض الزني يصلن الي اسرائيل من أوزبكستان واوكرانيا وروسيا ومولدوفيا وكازاخستان.
السن المتوسطة للمرأة العاملة في البغاء هو 22 سنة، ولكن تم الكشف أيضا عن حالات عمل فتيات، هن في الواقع اطفال في ال 14 وال 15 من أعمارهن. سعر كل امرأة يتراوح بين 4000 و 10000 دولار، يتعلق الامر بجمالها وبسنها.