رغم الصعوبات والعراقيل تزوج شون بلاكويل السرجنت السابق في الجيش الاميركي واهداء الطبيبة في بغداد بعيد الاجتياح الاميركي للعراق.
وكانا اول شخصين يقدمان على خطوة الزواج المختلط بين اميركيين وعراقيين، الذي يبقى نادرا في اطار الحرب في العراق.
وبعد مرور خمس سنوات يقيم شون الذي اعتنق الاسلام واهداء بلاكويل وهم في الثلاثينات في فلوريدا ولهم طفلة تبلغ من العمر سنة وثلاثة اشهر.
وتقول اهداء وهي طبيبة عراقية شابة تتكلم الانكليزية بطلاقة "كانت الامور في غاية الصعوبة. حاولت قيادته بكل الوسائل نهيه عن الزواج بي".
وكانت اهداء في العام 2003 تبحث في بغداد عن عمل عندما التقت شون بلاكويل الذي انخرط في صفوف الجيش الاميركي قبل اسبوعين وكان مكلفا امن المنشآت الطبية.
ومن الصعب احصاء عدد الزيجات من هذا النوع منذ بداية الحرب في العراق. ويعتقد شون بلاكويل انها تقتصر على حوالي 20 زيجة لا اكثر.
ولا تقوم فروع الجيش الاميركي او وزارة الخارجية الاميركية التي تقرر في نهاية المطاف منح تأشيرة الدخول للزوج او الزوجة الى الولايات المتحدة، باحصاءات في هذا المجال.
وتوضح وزارة الخارجية الاميركية ان حوالي 1400 تأشيرة دخول منحت منذ العام 2003 لازواج عراقيين لمواطنين اميركيين لكن هذا الرقم يتجاوز بكثير عدد زيجات الجنود لانه يشمل الزيجات بين اشخاص يحملون الجنسية العراقية والاميركية معا.
ويقول شون بلاكويل "لا اريد ان اظهر وكأني احد رواد هذا المجال لكن اظن اننا مهدنا الطريق للذين تبعونا".
وان كان الجيش الاميركي يسمح نظريا بهذا النوع من الزيجات، لكن لامر مختلف جدا على ارض الواقع.
ويوضح شون الذي غادر صفوف الجيش "لقد تعرضت للاضطهاد من قبل قيادتي العسكرية. لقد حاولوا احالتي على المحكمة العسكرية بتهمة عدم القيام بواجبي لكن لم ينجحوا في ذلك".
وتقول اهداء "كانوا يرفضون المثول امام المأذون لعقد القران. وطلبنا من المأذون ان يوافينا الى مكان ما على طريق دورية كان يشارك فيها شون. وتوقف شون عن العمل لمدة 15 دقيقة لنعقد قراننا امام المأذون" مشيرة الى انها لا تزال تحلم بعد خمس سنوات على ذلك بحفل زفاف اطول من ذلك.
وللزواج من اهداء اعتنق شون الاسلام. ويوضح في هذا الاطار "لقد شكل هذا ا
لامر صعوبة في البداية لكنه كان الشرط لكي اتمكن من الزواج منها. والدين لا يعني الكثير بالنسبة لي".
وهو يقر ان التباين الثقافي والديني بين الجنود الاميركيين والشعب العراقي يجعل من الزيجات المختلطة نادرة وصعبة.
ويوضح في هذا الاطار "تعرفون ان اميركا هي من اكثر الدول تمسكا بالدين المسيحي. ثمة افكار مسبقة حول الثقافة العربية والمسلمة والزواج من شخص مسلم لا ينظر اليه بعين الرضا دائما".
وهذه هي من الاسباب التي تجعل من زيجات الجنود الاميركيين في العراق اقل بكثير من تلك التي شهدتها حرب فيتنام.
ويقول استاذ علم الاجتماع العسكري في جامعة ميريلاند ديفيد سيغال "في فيتنام كانت القوات الاميركية اكثر اندماجا في المجتمع بينما الجنود في العراق معزولون ومع الفرق في الديانة يكون عادة عدد الزيجات اقل".
ويقول شون بلاكويل "لقد تزوجتها لاني احبها ولاسباب اخرى كثيرة. لكننا على استعاد ان نبادل زواجنا في اي وقت بالسلام في العراق".
ويختم شون قائلا "سعادتنا الشخصية غير مهمة كثيرا مقارنة مع الارواح المفقودة واللاجئين وعزلة الولايات المتحدة بعد الاجتياح".