أبو سمراء المدير العام
عدد الرسائل : 36 العمر : 54 اعلام ال : تاريخ التسجيل : 28/07/2008
| موضوع: قِراءَةٌ في بُردة ِالإمام ِالبُوصيريّ *** تعليق اخمالي الإثنين سبتمبر 08, 2008 12:09 pm | |
| تعليق إجمالى أوّلاً :آثار البردة في الفكرين الأدبيّ والدينيّ· لقد أسهمت البردة في خلق فن جديد في مدح الرسولr حيث ظهر ما يسمّى بالبديعيات، وهي قصائد غرضها مدح الرسولr وكان من شروطها أن تكون قافيتها على حرف الميم وأن تحتوي على أكبر قدر من فن البديع والزخرفة اللفظية فتشمل جميع فنون البديع من جناس وسجع ولف ونشر وطباق ومقابلة وتوريه وترصيع وتصريع وبراعةاستهلال، وحسن مقطع،والتكرار واختيار الألفاظ القوية الجزلة.· هاجم بعض الفقهاء قصيدة البردة من وجهة نظر عقائدية حيث اتهموا الإمام البوصيري بالغلو في مدح الرسولr واعتبروا أن بعض الأبيات فيها غلوٌ وشطحٌ صوفي وكانت أشد الأبيات غلواً من وجهة نظرهم ما يلي:قوله: سِـوَاكَ عِنـدَ حُلولِ الحادِثِ العَمِمِ | يــا أكرَمَ الخلقِ ما لي مَن ألوذُ به | إذا الكريمُ تَجَلَّى بــاسمِ مُنتَقِـمِ | ولَن يَضِيقَ رسـولَ اللهِ جاهُكَ بي |
وقوله: طوبى لمُنتَشِـقٍ منـــه ومـلتَثِـمِ | لا طيبَ يَعــدِلُ تُرْبَـا ضَمَّ أعظُمَهُ |
وقوله: أحيـا اسمُهُ حين يُـدعَى دارِسَ الرِّمَمِ | لو نـاسَـبَتْ قَـدْرَهُ آيـاتُهُ عِظَمَـاً |
والذي يبدو لمن يتمّعن في هذه الأبيات أنها لا تدلّ على أي غلوٍ؛ فهي من باب شدة محبة الرسولr وتوقيره ، والشعراء لهم أن يبالغوا إظهاراً للحب والولاء، ولا يعقل أنْ يمدح شاعر مسلم النبيr وهو مؤمن موحد يحفظ القرأن ويتخلق بخلق النبيr وفي ذهنه وفكره أن يؤلهه ، وهو الذي يقول في القصيدة نفسها منكراً على النصارى إطراء سيدنا عيسى عليه السلام: واحكُم بما شئتَ مَدحَاً فيه واحتَكِـمِ | · دَع مــا ادَّعَتهُ النصارى في نَبِيِّهِـمِ |
ثانياً : تحليل أدبي عام للبردة· أفكار القصيدة مستمدة من معارف الشّاعر ومن ثقافته وبيئته العربيّة والإسلامية وبعض الأفكار تقليدية كالغزل والوقوف على الأطلال.· الموسيقى الداخلية والخارجية كانت ناجحة في دورها مما ساعد على تناغم الجمل والمفردات، وهي موسيقى هادئة توحي بمدى ما يفيض على قلبه من حب واحترام للرسولr · المفردات سهلة جداً ماعدا بعض الألفاظ الصعبة مثل : العنم، الكتم يصمي، يصم ، البهار ، مضطرم ، النهم .... · الأسلوب لقد نوّع البوصيري الأسلوب ما بين خبر وإنشاء، وتقديم وتأخير، وأكثر من الجمل الفعلية وابتعد عن الجمل الاعتراضية ، مطبقاً بمهارة عالية حُسْنَ تنوع الأسلوب الممتزج بالعاطفة الجيّاشةالمعبرة عن شدة الحّب والاحترام للرسولr.لقد امتاز البوصيري في مدائحه بقوة الأسلوب وحسن الصياغة، وجودة المعاني، وجمال التشبيهات، وروعة الصور[1]،انظر إلى قوله:حَاكَ مِنْ صُنْعَةِ الْقَرِيْضِ بُرُوْدًا لَكَ لَمْ تُحَكْ وَشِيْهًا صَنْعَاءُ [1] البوصيري ، شاعر المدائح النبوية وعلمها ، د. على نجيب العطوي ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، 1995م،ص186 | |
|