أبو سمراء المدير العام
عدد الرسائل : 36 العمر : 54 اعلام ال : تاريخ التسجيل : 28/07/2008
| موضوع: قِراءَةٌ في بُردة ِالإمام ِالبُوصيريّ القسم الثالث الإثنين سبتمبر 08, 2008 12:07 pm | |
| القسم الثالث شخصية مبدعها وظروف عصره وملامح الأدب فيه، وما دار حول البردة وشعر المديح إعداد: إبراهيم أحمد الفارسي القسم الثالث :شخصية مبدعها، وظروف عصره وملامح الأدب فيه،وما دار حول البردة وشعر المديح أعده إبراهيم الفارسي. أولاً : مفتتح الكلام إنّ الشّعر باعتباره إبداعاً،فإنه ينطلق من التجربة الذاتيّة والشّخصيّة للشّاعر الأديب، ولا يكون الشعر الحقيقي إلا صادراً من الوجدان ومفضياً إليه سواء تناول الشّاعر فيه موضوعات عامة أو موضوعات خاصة فكل ما يقوله الشاعر لابدَّ أنْ يكونَ مرتبطاً بذات الشاعر. والمديح النبوي فن ازدهر في الشعر العربي منذ الأعشى، وكعب بن زهير، وحسان بن ثابت، ويعدُّ في طليعة الشعر الإسلامي وزاد الإقبال عليه في العصر المملوكي، وفيه نجد صورة للدعوة الإسلامية وتزكيتها و الاهتمام برسول اللهr وسيرته وخلقه العظيم، وبيان معجزاته. ولقد ارتبط المديح بالتصوف والروحانيات والوجدانيات ، وذلك لأن للصوفية وعيهم المتميّز، ولهم أيضاً وسائل تعبيريّة خاصّة، وأفكار وموضوعات حساسة في العقيدة ، مما أثار عليهم حفيظة بعض رجال الدين فاعترضوا على ما عبر عنه شعراء الصوفية ، والبوصيري منهم. ثانياً : شخصية الإمام البوصيري ( أ ) ثقافته وصفاتهلقد كان للنشأة التي عاشها الإمام البوصيري أثرها الكبير في شخصيته، فهو قد حفظ القرآن الكريم، ودرس العلوم الدينية، واللغوية والسيرة النبوية وتنقل دارساً ومدرساً في المساجد ، وتتلمذ على شيوخ الصوفية الأجلاء، حيث درس التصوف وآدابه وأسراره ، وتلقى ذلك عن أبي العباس المرسي تلميذ أبي الحسن الشاذلي وكان محباً لشيخه وظهر ذلك في شعره.وهو أحد العارفين بالله تعالى المحبين لرسول الله كان جيّاش العاطفة في محبتة للرسولr،[1] صادق الإيمان، قوي اليقين؛ فهو الفنان الشاعر الأديب الصوفي الذي تغنى بجمال النبي وبحبه في خشوع وتوسل . وفضلاً عن هذا كله فقد تعمّق في دراسة مؤلفات اليهود والنصارى وكتبهم المقدسة للرد على إنكارهم النبوة وبيان فساد معتقدهم. ومع هذا برع في كتابة الخطوط العربية. وتلقى عنه العلم أبو حيان الأندلسي ( ت 725) وعز الدين بن جماعة ( ت 735) وكان ينشد أشعاره ومدائحه على الحاضرين في المجالس . ( ب ) موضوعات شعره ينقسم شعر البوصيري إلى قسمين هما : 1- الشّعر الاجتماعي والمديح والهجاء وشكوى الحال وأمور الحياة .2- شعر المدائح النبوية حيث أجادها وبرع فيها بلا منازع. وكان شعره فيهما قوياً رصيناً يميل فيه إلى تقليد القدماء ، وتُعدُّ البُردة أشهر مدائحه وله أيضاً في المديح القصيدة المضرية:يارب صلّ على المختار من مضر والأنبياء وجميع الرسل ماذكروا و القصيدة المحمدية: محمد أشرف الأعراب والعجم محمد خير من يمشي على قدم والهمزية:كيف ترقى رُقيك الأنبياءُ يـا سماءً مــا طاولتها سـماءُ لم يساوك في علاك وقد حـــــا ل سنـا فيك دونهم وسناءُ وللبوصيري أشعار في أغراض أخري بجانب المديح فله في هجاء المعاندين والكفار، وله مديح في الحكام والسلاطين والأمراء والوزراء . وله قصائد شارك فيها في المناسبات المختلفة في عصره، ولقد أشاد به وأثنى على شعره وشاعريته كثير من العلماء والأدباء،كابن تغري بردي و ابن العماد، وغيرهم من النقاد قديما وحديثاً، ولم يسلمْ مِن نقدِ بعضهم لشعره وفّه . ( ج ) عصر البوصيري( العصر المملوكي ) لقد عاش البوصيري في العصر المملوكي وتأثر به كثيراً، حيث تميّز هذا العصر بعدة سمات منها : أولاً :سمات الأدب وخصائصه في عهده1- تغلُّب الصناعة اللفظية وشيوعها لدى جميع الشعراء والكتاب.2- ازدهار فن المديح النبوي وتسابق شعراء العصر فيه.3- انتشار الأغراض الأخرى : الوصف، والفخر، والحماسة .4- نمو العصبيات مما ساعد على اتساع نطاق الهجاء.5- ضعف الشعر عموماً وانتشار التلقيد للقدماء.6- انشغال الشعراء في الوظائف الحكومية ( ديوان الإنشاء )7- شيوع الجهل والفقر لدى عموم طبقات الشعب.8- كثرة الفتن والتقلبات السياسية وتغيّر الحكام والأمراء. ثانياً : الحركة العلمية في هذا العصر لقد شهد هذا العصر كثيراً من ألوان النشاط العلمي والفني، حيث قد تميزت الحركة الثقافية والعلمية في هذا العصر بما يلي:1- ظهور الموسوعات العلمية والمعاجم في جميع الفنون مثل:· لسان العرب ابن منظور اللغة العربية · صبح الأعشى للقلقشندي الأدب العربي· وفيات الأعيان للصفدي التاريخ · خطط المقريزي التاريخ · فتح البارئ ابن حجر العسقلاني علوم الحديث· تلخيص المفتاح الخطيب القزويني البلاغة · ألفية ابن مالك والكافية والشافية النحو 2- خمود الأدب العباسي في بغداد.3- هجره العلماء والمفكرين إلى مصر. 4- نشأة المكتبات .5- اهتمام الأمراء بإنشاء المدارس. 6- الاهتمام باللغة العربية والعلوم الشرعية .7- ديوان الإنشاء والتنافس للعمل فيه .8- الاهتمام بالتعليم والحياة الفكرية. [1] بردة المديح المباركة ، د. أحمد عمر هاشم ، دار المقطم ، القاهرة 1995م، ص7 | |
|