أبو سمراء المدير العام
عدد الرسائل : 36 العمر : 54 اعلام ال : تاريخ التسجيل : 28/07/2008
| موضوع: قِراءَةٌ في بُردة ِالإمام ِالبُوصيريّ *** تتمة القسم الثاني*** الإثنين سبتمبر 08, 2008 12:02 pm | |
| تتمة القسم الثاني
*********************** ثالثاً : تحليل وشرح الفصل الأول من البردة النسيب النبوي و الغزل وشكوى الغرام
| مَزَجْتَ دَمعــاً جرى مِن مُقلَةٍبِدَمِ | 1.أمِنْ تَــذَكِّرِ جيرانٍ بــذيسَــلَمِ | وأومَضَ البرقُ في الظَّلمـاءِ مِناِضَمِ | 2.أَم هَبَّتِ الريحُ مِن تلقــاءِكــاظِمَةٍ | وما لقلبِكَ إِنْ قلتَ اسـتَفِقْيَهِــمِ | 3.فـما لِعَينـيك إِنْ قُلتَ اكْفُفَـاهَمَـتَا | ما بينَ منسَــجِمٍ منهومُضْـطَـرِمِ | 4.أيحَســب الصَبُّ أنَّ الحبَّمُنكَتِــمٌ | ولا أَرِقْتَ لِــذِكْرِ البـانِوالعَلَـمِ | 5.ولولا الهوى لم تُرِقْ دمعـــاً علىطَلِلِ | به عليـك عُدولُ الدمـعِوالسَّـقَمِ | 6.فكيفَ تُنْكِـرُ حباً بعدمـاشَــهِدَت | مثلَ البَهَـارِ على خَدَّيـكوالعَنَـمِ | 7.وأثبَتَ الـوَجْدُ خَـطَّي عَبْرَةٍوضَـنَى | والحُبُّ يعتَـرِضُ اللـذاتِبالأَلَـمِ | 8.نَعَم سـرى طيفُ مَن أهـوىفـأَرَّقَنِي | مِنِّي إِليـك ولَو أنْصَفْـتَ لَمتَلُـمِ | 9. يـا لائِمي في الهوى العُذْرِيِّمَعـذرَةً | عن الوُشــاةِ ولا دائيبمُنحَسِــمِ | 11.عَدَتْـــكَ حالي لا سِـرِّيبمُسْـتَتِرٍ | إِنَّ المُحِبَّ عَنِ العُــذَّالِ فيصَمَـمِ | 12.مَحَّضْتَنِي النُّصْحَ لكِنْ لَســتُأسمَعُهُ | والشَّـيْبُ أبعَـدُ في نُصْحٍ عَنِالتُّهَمِ | 13.اِنِّي اتَّهَمْتُ نصيحَ الشَّـيْبِ فِيعَذَلِي |
[ أ ] معاني المفردات:1- ذو سلم:موضع بين مكة والمدينة – المقلة:العين سوادها وبياضها.2- كاظمة: اسم طريق إلى مكة _ إضم: واد أسفل المدينة.3- همتا:همت العين انحدر دمعها على الخد _ يهم:هام على وجهه لم يدرِ أين هو.5- البان:نوع من الشجر والمراد به موضع بالحجاز .6- العلم: اسم جبل والمراد موضع بالحجاز.7- الوجد: الحزن _ البهار ورد أصفر طيب الرائحة _ العنم: ورد أحمر.8- أرقني: أسهرني. لم يمكنه من النوم والراحة.9- الهوى العذري: الحب العفيف ، نسبة إلى بني عذرة وهي قبيلة عرفت بالعفاف.[ ب ] المعنى العام1-2 استهل الإمام البوصيرى (بردته) على عادة الشّعراء بالغزل وشكوى الغرام، فيقول:أبسبب تذكر جيران بذي سلم انسكبَ دمع العيون جارياً من مقلة بدم ، أم بسبب هبوب الريح من طريق مكة، أو لمعان البرق من وادٍ أسفل المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم السلام؟[1]3-6 وها هما عيناه تهميان بالدموع والقلب يهيم في المحبوب ، فليس الحب منكتماً ولاخفياً، فلولاه ما أراق الدموع على الآثار، ولا أرق لذكر المعالم من الأشجار والجبال، ولم يعد ممكناً إنكار هذا الحب ،أو إخفاؤه بعد أن شهدتْ به هذه الدموع وهذا الهزال والضعف .7-9 وأثبت الحزن والوجد الدليل على ذلك بالبكاء والهزال، يتبدى هذا كالورد الأصفر على خديه والورد الأحمر، ثم يعلن أن خيال من يحب سرى وجاءه ليلا فأرّقَه، وللحب اعتراضه للذات بالألم. ثم يخاطب لائمه فى الهوى العفيف قائلا: لو أنصفت ما لمتني ، أي لو كنت عادلا لما ألقيت اللوم عليّ لحبي للرسول r10- 12 ثم يدعو لصاحبه :لا أراك الله ما أنا فيه، فليس سرّي مستترا عن الوشاة المفسدين ولقد أخلصتَ فى نصحكِ لى ولكنى لا استجيب له، لأن المحب لا يسمع كلام اللائمين. وحتى الشيب الذي هو أبعد ما يكون عن التهم ، فإنى أتهم نصحه لى وأظنه غير مخلص فيما وجهه إليّ من لوم، ولعل المعالم والآثار التي نوّه بها فى هذا الاستهلال من نحو "ذي سلمٍ " وهي مكان بين مكة والمدينة المنورة و "كاظمة" طريق إلى مكة و"إضم" وادٍ أسفل المدينة المنورة ، وهي تشير إلى أن رائد المحبين "البوصيري" طريقه هي : محبة الرسولr[2] [1] بردة المديح المباركة ، د. أحمد عمر هاشم ، دار المقطم ، القاهرة 1995م، ص64[2] بردة المديح المباركة ، د. أحمد عمر هاشم ، دار المقطم ، القاهرة 1995م، ص65 انتظروا القسم الثالث
| |
|