القسم الثانيظروف إنشاد وإنشاء هذه القصيدة ومناسبتهاإعداد : صبيحة بنت عبد الغني القسم الثاني : ظروف إنشاد وإنشاء هذه القصيدة, ومناسبتهاإعداد: صبيحة بنت عبد الغنيتمهيدما المقصود بالمدح والرثاء ؟ المدح هو : ما يقال أثناء حياة الشخص،والرثاء:ما يقال بعد الوفاة.لماذا تعد هذه القصيدة ((البردة)) مدحًا وليس رثاءً؟لأن الرثاء يظهر التحزن والتفجع (البكاء على الميت).ولأن المدح يظهر محاسن الدين ، والثناء على شمائل الرسولr ، ويقصد به التقرّب إلى الله تعالى. والشّاعر قد مدح الرّسولr ،وهو يرى أنّ الرسولr موصول الحياة وأنه يخاطبه كأنه حي يرزق . وهذا فيه تقدير عظيم واحترام للرّسولr [1] . أولاً : تسمية القصيدة بالبُردة
هناك عدة أقوال لتسميتها ((البردة)) منها:-
1- قيل: إنه سماها ((البردة)) كُنية له، لاشتمالها على مناقب الرسولr ،وبهذا قد قصد المعنى المجازي [2]،مثلا ًكما في قوله:حَاكَ مِنْ صُنْعَةِ الْقَرِيْضِ بُرُوْدًا لَكَ لَمْ تُحَكْ وَشِيْهًا صَنْعَاءُ
2- قيل: كأنه شبه نفسه بكعب بن زهير ، ولكعب قصيدة (البردة) والتي مطلعها (بانتْ سُعادُ فقلبي اليومَ متبولُ ... مُتيمٌ إثرها، لْم يُفدَ مكبُولُ).
حيث أراد البوصيري أن تكون له قصيدة تحمل اسم قصيدة كعب وذلك من باب التبرك بها.3- قيل: للبردة اسم آخر وهو ((البرأة)) = الشفاء،- مرض البوصيري مرضاً شديداً - قد أصابه الشلل،-ثم دعا الله وتوسل أن يشفيه،- رأى أحسن طريقة أن يمدح الرسولr بقصيدة يذكر فيها محاسن الرسولr.-فأنشأ هذه القصيدة،-نام، ثم رأى فى المنام أن رسول اللهr يمسح بيده المباركة على وجهه.-ألقى عليه الرسولr البردة فى المنام،-فقام سليماً ومعافًى وشُفي من مرضه.-لم يعرف أحد هذه القصيدة.-مشى فى الشارع،فقابل رجلًا مسكيناً ،ثم سأله :أين القصيدة التي مدحت بها رسول الله r؟-فقال :أيتها؟ثم قال :التي أنشأتها في مرضك،وذكر أولها ،وقال :والله لقد سمعتها البارحة وهي تنشد بين يدي رسول اللهr.[3]ثانياً : أقسام قصيدة البردة تشمل أقسام قصيدة البردة عشرة أجزاء رئيسة، وقد قسمها الدارسون إلى فصول أساسية تتناول ما يلي من موضوعات : 1 - النّسيب النبويّ 1-122- التحذير من هوى النفس 13-283- مدح الرسول الكريمr 29-584- مولدهr 59-725- معجزاتهr 73-886- القرآن الكريم 89-1057- الإسراء والمعراج 105-1188- جهاد الرسولr وغرواته 119-1409- التوسل والتشفع 141-15210- المناجاة والتضرع 153-161وعدد أبيات البردة مائة واثنان وستون بيتاً , قد زاد بعضهم بعض الأبيات في المقدمة وفي الخاتمة.* * *
انتظروا تتمة القسم الثاني