أبو سمراء المدير العام
عدد الرسائل : 36 العمر : 54 اعلام ال : تاريخ التسجيل : 28/07/2008
| موضوع: قِراءَةٌ في بُردة ِالإمام ِالبُوصيريّ القسم الأول الإثنين سبتمبر 08, 2008 10:32 am | |
| القسم الأول
عن الشاعر وحياته من إعداد : حليمة بنت عبد الله القسم الأول: عن الشاعر وحياته من إعداد : حليمة بنت عبد الله سوف نتناول في هذه النبذة الآتي:1. من هو الإمام البوصيري ؟2. كيف كانت نشأته؟3. نموذج من أشعاره الأخرى؟4. ماذا قال عنه الآخرون5. متى توفي الإمام البوصيري؟( أ ) حول سيرة الإمام البوصيري أولاً : اسمه - هو محمد بن سعيد بن حماد بن تحسن بن أبي سرور بن حيان بن عبدالله بن ملاك الصنهاجي، البوصيري المصري المكني بأبي عبدالله، والملقب بشرف الدين.ثانياً : نشْأتِه وثقافتِه ولد يوم الثلاثاء سنة 208 بقرية دلاص ،وكانت أمه من دلاص وأبوه من بوصير، ولذلك، اشتهر بالبوصيري نسبة لمكان ولادته.- لقد نشأ في أسرة فقيرة، لذلك اضطر إلى السعي لطلب الرزق منذ صغره.- وكان البوصيري يجيد فن الخط، فزاول كتابة الألواح التي توضع على شواهد القبور، ولموهبته الشعرية مدح الوزراء والأمراء بأشعاره وذلك في مرحلة متقدمة من حياته ونال من عطاياهم.[1]- بدأ حياته كما كان يبدؤها معاصروه بحفظ القرآن، فقد افتتح كتّابا لتعليم الصبيان القرآن، ثم درس العلوم الدينية عندما رحل إلى القاهرة، وكان تعلمه في مسجد الشيخ عبد الظاهر.- وقد عرضت عليه وظيفة الحسبة، وهذه الوظيفة لا تسند إلا لمن ألم بمبادئ الفقه.- واشتعل كاتباً ببلبيس ( محافظة الشرقية / مصر) فينبغي أن يكون قد ألم بالأعمال الحسابية.- مدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصائد كثيرة من أشهرها قصيدة (البردة)، التي عارض فيها قصيدة كعب بن زهير : (بانتْ سُعادُ فقلبي اليومَ متبولُ ... مُتيمٌ إثرها، لْم يُفدَ مكبُولُ).- كانت صوفياً تلقى ذلك عن أبي العباس المرسي الذي خلف أبا الحسن الشاذلي في طريقته، وقد درس التصوف وآدابه وأسراره على شيخه أبي العباس الذي كانت تربطه به علاقة الحب.ثالثاً : وفاته - قال المقريزي في ترجمته للبوصيري في المقفى : ومات في سنة خمس وتسعين وستمائة بالمارستان " المستشفى" المنصوري من القاهرة.- وذكر الزركلي في الأعلام : أنه توفي بالإسكندرية. وكذلك كان الخلاف في سنة الوفاة.- فقال المقريزي سنة 695 ه، وذكر الزركلي أنها سنة 696 ه، وقيل: سنة 694 ه.
( ب ) دراسة النص وتحليله
النص المختار:
التحذير من هوى النفس
مِن جهلِـهَا بنذير الشَّـيْبِوالهِـرَمِ | 13فَـإِنَّ أمَّارَتِي بالسُّـوءِ مــااتَّعَظَت | ضَيفٍ أَلَـمَّ برأسـي غيرَمُحتشِـمِ | 14ولا أعَــدَّتْ مِنَ الفِعلِ الجميلِقِرَى | كتمتُ سِـرَّا بَــدَا لي منهبالكَتَمِ | 15لــو كنتُ أعلـمُ أنِّي مــاأُوَقِّرُهُ | كما يُرَدُّ جِمَاَحُ الخيــلِبالُّلُـجُمِ | 16مَن لي بِرَدِّ جِمَــاح مِنغَوَايتِهَــا | إِنَّ الطعـامَ يُقوِّي شــهوةَالنَّهِمِ
حُبِّ الرّضَاع وَإِِِنْ تَفْطِمْهُ يَنفَطِــمِ | 17فـلا تَرُمْ بالمعاصي كَسْـرَشـهوَتهَ
18والنَّفسُ كَالطّفلِ إِنْ تُهمِلْه ُشَبَّ عَلَى | إِنَّ الهوى مـا تَـوَلَّى يُصْمِ أويَصِمِ | 19فاصْرِف هواهــا وحاذِر أَنتُوَلِّيَهُ | وإِنْ هِيَ استَحْلَتِ المَرعى فلاتُسِـمِ | 20وراعِهَـا وهْيَ في الأعمالسـائِمَةٌ | مِن حيثُ لم يَدْرِ أَنَّ السُّمَّ فيالدَّسَـمِ | 21كَـم حسَّــنَتْ لَـذَّةً للمرءِقاتِلَةً | فَرُبَّ مخمَصَةٍ شَـــرٌّ مِنَالتُّـخَمِ | 22واخْشَ الدَّسَائِسَ مِن جوعٍ ومِنشِبَعٍ |
أولاً : معاني المفردات : 1 ) اتعظت : اعتبرت وتعلمت الـْهِرَم: كِبر السِّن.2) قِرَى : طعام يقدم إكراماً للضيف. 15) كتمتُ : أخفيتُ الكَتَم : نبات مثل الحناء.16) جِمَاح الخيل : عدم خضوعه اللجم : جمع لجام وهو ما يقاد به الفرس .17) تَرُم : تطلب النَّهِم : شديد الجوع، حريص على الأكل. 1 شَبَّ : نشأ وكبر 19 ) تُوَلِّيَهُ : يكون ولياً عليك يُصْم : يقتل يَصم: يُصيب20 ) سائمة : ترعى الكلأ وهو نبات صحراوي لا تُسم: لا تدعها ترعى21)الدسائس: الفتن والمكائد /المَخْمَصَة : شدة الجوع / التُّخَم :فساد الطعام في المعدة.ثانياً: شرح إجمالي للأبيات13ـ 16 يحذر الإمام البوصيري في هذا الفصل من النفس الأمارة بالسوء وأنها من جهلها لا تتعظ بنذير الشيب والكبر، وكان الواجب عليها أن تعتبر، فما أعدت هذه النفس، من جميل الفعال، وكريم الخصال، ما يتناسب مع الضيف الذي ألمّ بالرأس ، وهو غير خفي ألا وهو الشيب، وكان المناسب أنْ تزدادَ تقرّباً، وطاعةً، وعبادةً!! ولو كنت أعلم أني لن أنزل هذا الشيب منزلته التي يستحقها من حسن الفعال لعمدت إلى إخفائه بالأصباغ كالحناء، فمن يساعدني على رد نفسي عن غوايتها كما يكبح اللجام جماح الخيل.[2]17ـ ثم يلفت نظر كل إنسان إلى حقيقة مهمة وهي أن كسر شهوة النفس لا يكون بالإفراط في المعاصي، فكما أن الطعام يقوي شهوة النهم، فإن فعل المعاصي يزيد في شهوة النفس الأمارة بالسوء.[3]18- ثم يشبه النفس بالطفل، فكما أن الطفل إذا تركته أمه ويكبر ويشيب على حب الرضاع، أما إذا فطمته ومنعته من الرضاع فإنه ينفطم ويمتنع، فكذلك النفس من تركها تُعبُّ من الشهوات تزداد في تغيانها. ومن كبح جماحها ومنعها عن المعاصي امتنعت وأنابت إلى ربها سبحانه وتعالى.[4]19_ ويأمر الإنسان أن يجتهد في أن يصرف هوى النفس، وأن يحذر من استيلائها عليه؛ لأن هوى النفس إذا استولى على الإنسان يقتله أو يعيبه على الأقل.20- 21 ويوجه إلى ما ينبغي على الإنسان من ملاحظة النفس وهي في أعمالها كالأنعامالتي ترعى في كلأ مباح، وإن استحلت المرعى فلا تتركها ترعى وتفعل ما تشاء. فطالماحسّنت النفس متعة للإنسان هي في حقيقتها قاتلة له، ولم يدرِ المسكين أن السم مخبأ في شهوته التي يراها كأنها دسم وشيء ثمين. 22- ويحذّر من فتن الجوع والشبع، فلا يكون الجوع سبباً في القنوط، ولا يكون الشبع سبباً في البطر، فرُبَّ جوع شديد يورث القنوط، يكون شراً من شبع مفرط. وكلا الأمرين: شدة الجوع، وكثرة الشبع تصرف الإنسان عن العبادة والطاعة.
[1] . البردة ، د أحمد عبد التواب عوض ، دار الفضيلة ، القاهرة ، 1996م، ص10[2] بردة المديح المباركة ، د. أحمد عمر هاشم ، دار المقطم ، القاهرة 1995م، ص 65[3] بردة المديح المباركة ، د. أحمد عمر هاشم ، دار المقطم ، القاهرة 1995م، ص 66[4] بردة المديح المباركة ، د. أحمد عمر هاشم ، دار المقطم ، القاهرة 1995م، ص66 انتظروا القسم الثاني
| |
|